ما هي الصلاة التي تصلى بدون وضوء ولا ركوع؟ ويقبلها الله عز وجل
ما الصلاة التي تجوز بلا وضوء الصّلاة التي لا تحتاج إلى الوضوء للقيام بها هي الصّلاة على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وهي جزءٌ من الذِّكر كالتَّسبيح، والتَّهليل، والتَّحميد، والاستغفار، وقد أجاز العلماء الذِّكر بدونِ طهارةٍ لقول السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن الرَّسول -عليه أفضل الصّلاة والسّلام-: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه).
ولمّا كان جائزاً للمسلم الذِّكر من غير طهارةٍ وينال معه أجر ذكره وأجر الصّلاة على النبي -عليه أفضل الصّلاة والسّلام-؛ فإنَّ أجر الذِّكر على الطَّهارة أعظم وأكبر، واستدلّ العلماء على ذلك بأنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكره أن يُذكَرَ الله -تعالى- على غير طُهرٍ، كما ورد في حديث أحد الصحابة أنّه سلّم على النبيّ، وقال عن النبيّ: (أنَّهُ لم يردَّ عليهِ حتَّى توضَّأَ، ثمَّ اعتذرَ إليهِ فقالَ: إنِّي كرِهتُ أن أذكرَ اللَّهَ إلَّا على طُهرٍ).
والصَّلاة تكون عامَّةً لخلقه بمعنى رحمته -سبحانه-، وخاصَّة لرُسله وأنبيائه، وتأتي بمعنى الثَّناء والتَّعظيم، ويُشرع عند كتابة صيغة الصَّلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تُكتب بالحروف كاملة لا بلفظ (صلعم) أو حرف (ص)، وذلك حتى ينتبه القارئ ويفهم المقصود منها.
والصّلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- تأتي أيضاً بمعنى الزِّيادة وتكريم النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-،
وقال ابن القيِّم -رحمه الله- أنَّ الصَّلاة على الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- فيها معنى الثَّناءِ عليه وتكريمه، وإظهاراً لشرفه وفضله، وقال ابن حجر -رحمه الله- إنَّ الصَّلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- المراد بها تعظيمه في الدُّنيا بإظهار دينه وإعلاءِ كلمته والبقاءِ على شريعته، وأنَّه يُشفَّع في أمَّته وينال مقاماً محموداً في الآخرة.