واشتهر أن الصحابة رضي الله عنهم عثروا على قپره عندما فتحوا (تستر) ثم أمرهم عمر بن الخطاب
أن يغيبوا قپره خشية أن يتخذه الناس معبداً أو يشرك بالله عنده. وقيل إن الذي وجدوه رجلاً صالحاً. والأول أشهر.
وأخرج ابن أبي الدنيا
بإسناد حسن -كما قال الحافظ ابن كثير-
عن أبي الزناد
قال: رأيت في يد أبي بردة بن أبي موسى الأشعري
خاتما نقش فصه (أسدان بينهما رجل يلحسان ذلك الرجل) قال أبو بردة
وهذا خاتم ذلك الرجل المېت الذي زعم أهل هذه البلدة أنه دانيال
أخذه أبو موسى
يوم دفنه أي يوم ډفن دانيال
. قال أبو بردة
فسأل أبو موسى
علماء تلك القرية عن نقش ذلك الخاتم فقالوا: إن الملك الذي كان دانيال
في سلطانه، جاءه المنجمون وأصحاب العلم فقالوا له: إنه يولد كذا وكذا غلام يُذهب ملكك ويفسده، فقال الملك: والله لا يبقى تلك الليلة مولود إلا قټلته. إلا أنهم أخذوا دانيال
فألقوه في أجمة الأسد فبات الأسد ولبوته يلحسانه ولم يضراه. فجاءت أمه فوجدتهما يلحسانه فنجاه الله بذلك حتى بلغ ما بلغ. قال أبو موسى
: قال علماء تلك القرية: فنقش دانيال صورته وصورة الأسدين يلحسانه في فص خاتمه لئلا ينسى نعمة الله عليه في ذلك.
هذا باختصار ما اقتبسته من تاريخ الحافظ ابن كثير
(البداية والنهاية).ولا يخفى أن ما جاء في قصته هو من أخبار بني إسرائيل التي لم يثبت فيها شيء عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومع هذا فلا حرج في روايتها لأنها لا تخالف شيئاً من شريعة الإسلام، وهذا داخل تحت عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: " وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج
" كما أشار إلى هذا المعنى الحافظ ابن كثير
في مقدمة تفسيره.والله أعلم.