شرح حديث إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلا

موقع أيام نيوز

الجواب
الحمد لله.
السؤال 
ما صحة حديث  إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلا 
لم يأت هذا الحديث بهذا اللفظ فيما نعلم لكن ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى من طال غيابه عن زوجته أن يأتيها فجأة وجاء تعليل هذا الحكم بعلتين 
الأول 
كي تتجهز الزوجة بالتنظف والتجمل وتهيئة نفسها لاستقبال زوجها بعد غيابه الطويل .

فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فلما قدمنا المدينة ذهبنا لندخل فقال أمهلوا حتى ندخل ليلا أي عشاء كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة رواه البخاري 5079 ومسلم 715 .
قال النووي في شرح مسلم 1054 الاستحداد استعمال الحديدة في شعر العانة وهو إزالته بالموسى والمغيبة هي التي غاب عنها زوجها انتهى .
العلة الثانية 
حتى لا يهدم الرجل بيته باتهامه لزوجته .
فعن جابر رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم أو يلتمس عثراتهم رواه البخاري 5243 ومسلم 715 .
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 9123 
يقع الذي يهجم بعد طول الغيبة غالبا ما يكره إما أن يجد أهله على غير أهبة من التنظف والتزين المطلوب من المرأة فيكون ذلك سبب النفرة بينهما وقد أشار إلى ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث كي تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة .
وإما أن يجدها على حالة غير مرضية والشرع محرض على الستر وقد أشار إلى ذلك صلى الله عليه وسلم بقوله أن يتخونهم ويتطلب عثراتهم 
قال ابن أبي جمرة فيه النهي عن طروق المسافر أهله على غرة من غير تقدم إعلام منه لهم بقدومه والسبب في ذلك ما وقعت إليه الإشارة في الحديث قال وقد خالف بعضهم فرأى عند أهله رجلا فعوقب بذلك على مخالفته .
قال الحافظ وأشار بذلك إلى حديث أخرجه ابن خزيمة عن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تطرق النساء ليلا فطرق رجلان كلاهما وجد مع امرأته ما يكره وأخرجه من حديث ابن عباس نحوه وقال فيه فكلاهما وجد مع امرأته رجلا انتهى بتصرف واختصار.
وقد أنكر ابن العربي رحمه الله أن يكون سبب هذا النهي حتى لا يجد مع امرأته رجلا وضعف ما روي في ذلك فقال رحمه الله 
وقد سمعت عن بعض أهل الجهالة غفرها الله لك وسترها عليك أن معنى نهي النبي صلى الله عليه وسلم لهم لئلا يفتضح النساء كما جرى لمن خالف النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الذي روي لم يصح بحال ولو صح لما كان دليلا على أن النبي صلى الله عليه وسلم قصده .
فلا يصح لأحد له معرفة بمقاصد الشريعة ومقدار النبي صلى الله عليه وسلم أن يصححه ولا يجيزه انتهى .
عارضة الأحوذي 5365 .
والله أعلم .

تم نسخ الرابط