ما هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي احتوت على بسملتين
ما هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي احتوت على بسملتين
يوجد بسملتان في بداية سورة النمل لأسباب عدة.
أولاً، فإنها تنبيء بأن هذه السورة تحمل بشأنها أمرًا عظيمًا وهامًا جدًا، فهي تشيد بالله تعالى وتذكرنا بوجوده، وتفصح عن عجائب خلقه الذي ابتدعه بإرادته. هذه البسملة تنبئ أن القراءة ستحمل من العلوم الإلهية ما هو كثير.
يذكر السلف بأن البسملة الأولى هي تقدير الإجماع على وجوب نطقها لبدء كل سورة من سور القرآن الكريم، وهذا يعني أن هذه البسملة هي تنبيه بأن القراءة ستحمل بشأنها معاني الإيمان والإخلاص والتضرع لله تعالى.
وحيث أن بداية سورة النمل تحوي على تنبيه للقراء بالتفكير والتدبر والتأمل في خلق الله من حولنا (الأرض والسماء والحشرات والحيوانات وغيرها) ، فقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته أن من الواجب عليهم الإشارة إلى أن هذه السورة تحتوي على العجائب والمعجزات التي خلقها الله.
في النهاية، فإن بسملتي سورة النمل تنبيء بأن القراءة ستحمل بشأنها معاني الإعتقاد، وأنه من حق كل مؤمن أن يشعر بالإعتزاز عندما يقرأ هذه الكلمات المباركة التي تدل على وجود الله تعالى وعظمته وقدرته في خلق كلّ شيء في هذه الكون.
سورة النمل هي السورة السابعة والعشرون بحسب ترتيب المصحف العثماني، وهي السورة الثامنة والأربعون بحسب ترتيب النزول، نزلت بعد سورة الشعراء، وقبل سورة القصص، كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما. وهي سورة مكية بالإجماع، نص على ذلك كثير من المفسرين. وعدد آياتها ثلاث وتسعون آية.
أشهر أسمائها "سورة النمل"، وكذلك سُميت في "صحيح البخاري"، و"جامع الترمذي". وتسمى أيضاً "سورة سليمان"، وهذان الاسمان اقتصر عليهما السيوطي في "الإتقان" وغيره.
وذكر ابن العربي في "أحكام القرآن" أنها تسمى "سورة الهدهد"؛ ووجه الأسماء الثلاثة أن لفظ (النمل) ولفظ (الهدهد) لم يُذكرا في سورة من القرآن غيرها. قال الميهامي"سميت بها؛ لاشتمالها على مقالتها -أي مقالة النمل لقومها- الدالة على علم الحيوان بنزاهة الأنبياء وأتباعهم، عن ارتكاب المكاره عمداً، وهو مما يوجب الثقة بهم، وهو من أعظم مقاصد القرآن". وقد قيل سميت النمل لأن قصة سليمان مع النمل أخذت حيزاً كبيراً منها.
وأما تسميتها "سورة سليمان"؛ فلأن ما ذُكر فيها من مُلك سليمان مفصلاً، لم يُذكر مثله في غيرها.
