ما حكم رش الماء المقروء عليه قرآن في زوايا المنزل

موقع أيام نيوز

الجواب

أولا:

تحصين البيت من الشيطان يكون بقراءة سورة البقرة فيه، أو بقراءة الآيتين الأخيرتين منها.

وقد روى مسلم (780) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :"يعني إذا قرأت في بيتك سورة البقرة : فإن الشيطان يفر منه ، ولا يقرب البيت ؛ والسبب أن في سورة البقرة (آية الكرسي) " انتهى من " شرح رياض الصالحين " (4/ 684).

وروى الترمذي (2882) عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ ، أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ وصححه الألباني في " صحيح الترمذي".

والحديث رواه البخاري (4008)، ومسلم (807) عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ البَدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ.

قال النووي رحمه الله :"قِيلَ مَعْنَاهُ كَفَتَاهُ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ ، وَقِيلَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَقِيلَ مِنَ الْآفَاتِ ، وَيَحْتَمِلُ مِنَ الجميع " انتهى من " شرح صحيح مسلم " (6/91).

فهذا ما ورد في السنة في تحصين البيت من الشياطين.

وسئل علماء اللجنة الدائمة :"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله شيطان ) هل المقصود بقراءة سورة البقرة مرة واحدة في البيت عندما يسكن فيه صاحبه ، أو كل عام ، أو كل ليلة ؟ وهل تكفي القراءة من المسجل ويحصل بها المقصود ، أم لا ؟

فأجابوا :" ليس لقراءة سورة البقرة حد معين، وإنما يدل الحديث على شرعية عمارة البيوت بالصلاة وقراءة القرآن ، كما يدل على أن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ، وليس في ذلك تحديد ، فيدل على استحباب الإكثار من قراءتها دائما لطرد الشيطان ، ولما في ذلك من الفضل العظيم ؛ لأن كل حرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها كما جاء في الحديث الآخر " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/ 127) .

ثانيا:

أما تحصين البيت من شړ العين والحسد، فلا نعلم شيئا ثابتا فيه، لكن ورد الترغيب في قراءة الإنسان المعوذات ، فلعل ذلك يكون تحصينا لماله.

روى أحمد (17297) عن ابْن عَابِسٍ الْجُهَنِيَّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَابِسٍ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ وصححه محققوا المسند.

وأما الماء والسدر فلا نعلم قائلا بأنهما بمجردهما يحصل بهما تحصين.

لكن إذا قرئ القرآن على الماء ورش في المنزل ؛ فإن بعض أهل العلم يرى ذلك نافعا في التحصين وفي طرد الشياطين.

سئل الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله "عن حكم استخدام رش الماء والملح في

 زوايا المنازل المسكونة بالجن والشياطين ، واعتبار ذلك من الأسباب الحسية للاحتراز من أذاهم بإذن الله  تعالى ، حيث يكثر تواجدهم في الزوايا وهم يكرهون الملح ولا يستسيغونه ؟

 فأجاب :  لا بأس بطرح الملح في الماء حتى يذوب ، ثم يرش به زوايا المنزل من الداخل والخارج ، فقد جرب ذلك ، فوجد  مفيدا في حراسة المنازل وطرد المتمردين من الجن والسلامة من أذاهم ، فإنهم قد يتسلطون على بعض القراء والمعالجين ، فيجوز استعمال ما ينفع في التحرز من شرهم وأذاهم ، وكذا يشرع قراءة بعض الأذكار والأوراد والتعوذات في ماء ثم يرش به المنزل الذي  يتواجد فيه الجن والشياطين ؛ فإنه يبعدهم بإذن الله  تعالى" والله الشافي" انتهى من "موسوعة شرعية في علم الرقى"  لأبي البراء أسامة بن ياسين المعاني (5/ 46).

ومن أهل العلم من ينكر القراءة على الملح، كما هو فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وينظر: "لقاء الباب المفتوح" (179/ 26).

ولا حرج في وضع السدر في الماء المقروء عليه، وهو نافع في الرقية من السحر، وأما وضعه للتحصين من العين والحسد ؛ فلا نعلم له أصلا.

والله أعلم.

تم نسخ الرابط