قصة واقعية تقول إحدى الفتيات لاحظت غيابا مفاجئا لجارتي التي تقيم في المنزل المقابل لمنزلي، فقد اعتادت على فتح النوافذ كل صباح

موقع أيام نيوز

قصة واقعية تقول إحدى الفتيات لاحظت غيابا مفاجئا لجارتي التي تقيم في المنزل المقابل لمنزلي، فقد اعتادت على فتح النوافذ كل صباح، فتلقي علي تحيتها وتطمئن علي واطمئن أنا بدوري عليها، فتنشر الأفرشة والأغطية لتتشبع من أشعة الشمس الدافئة على شرفات منزلها

حتى رائحة طعامها اختفت ولم يعد هناك أي أثر لها، قلت في نفسي ربما هي في زيارة لأحد اقربائها، أو خرجت لقضاء بعض حاجاتها وستعود في المساء بعد انهائها، لم أعر الأمر اهتماما كبيرا حتى الصباح الموالي فلم يتغير شيء،

فتلاه اليوم الموالي أيضا، نوافذ جارتي مغلقة، بيتها هادئ وكأنها ليست في منزلها، تساءلت بيني وبين نفسي لو ذهبت حقا للمبيت لأوصتني على منزلها وأولادها فهذه عادتها، صحيح أن

ولديها شابين

لكنها كأي أم تشعر دوما بحاجتهما لاهتمامها ورعايتها، خصوصا بعد زواج وحيدتها التي كانت تهتم بالبيت في غيابها، اما الان اصبحت توصيني على البيت قبل مغادرتها، لكن هذه المرة لماذا

لم تفعلها !؟

اخذت اروح وأجيء في رواق منزلي، افكر في المكان الذي يمكن ان تكون فيه، فكرت في الاتصال بها، لكن ليس لدي رصيد كافي في هاتفي لأكلمها، فبقيت أطل تارة على نوافذها واخرى على بابها.

وبعد تفكير طويل قررت زيارتها، لكن هل ازورها بيدين فارغتين تلفت يمينا وشمالا فلم اجد في البيت ما يليق لأكرمها به

هل انتظر عودة زوجي ؟ هل اقتني بنفسي والدكان بعيد؟ لكن ماذا لو ؟ لا يمكنني الانتظار أكثر، سأطرق باباها فقط وأكتفي بالاطمئنان عليها، توجهت نحو بيتها مباشرة ثم طرقت الباب مرة واثنتين فلم ترد وما ان هممت بالمغادرة فتح الباب فجأة

كانت هي، لكن تبدو متعبة قليلا من ملامحها، أخذت اسألها عن حالها وسبب غيابها بينما ظلت تصر هي على 9 استقبالي في بيتها.

وبعد اصرار شديد منها لبيت رغبتها فأخذنا نتبادل اطراف الحديث سويا، بين اطمئنان على صحتها واحاديث عن الدنيا واحوالها، اخذنا الحديث حتى الى ابنائنا وطفولتهم التي طالما

اتعبتنا، لم نشعر بمرور الوقت

ونحن نتحدث تارة ونضحك تارة أخرى، ومع هذا لم احس

بالارتياح تماما، فظل الضيق يلازمني يحرجني، يشعرني بالخجل

الشديد وانا من زرتها وهي متعبة ولم احمل في يدي شيئا لها،

فقلت لها:

فابتسمت وقالت لي: لا داع للخجل صدقيني، كل شيئ موجود في البيت الطعام العصير الفاكهة، حتى الهاتف موجود لأتصل ان ازداد وضعي سوءًا، كل شيء موجود والحمد لله، لكن

اتعرفين ما هو غير الموجود؟

سألتها: ما هو اخبريني وسأجلبه لك !؟

ضحكت ثم قالت: لقد جلبته وانتهى الامر.

ما هو ؟

انت

انا !؟

نعم انت زيارتك هذه، سؤالك عني ومسارعتك للاطمئنان علي لا يمكن ان تسمى ابدا زيارة بيدين فارغتين

بل زيارة بقلب ممتلىء بالحب ويدين تفيضان حنانا ورحمة، وانا على يقين تام لولا وجود اولادي في البيت ليلا لكانت زيارتك لي من أول يوم، ولولا خلو هاتفك من الرصيد لاتصلت بي من أول

ساعة

ولو كان صوتك يسمع من نافذتي المغلقة لناديتي علي من أول

دقيقة

فماذا أفعل بأكياس مملوءة بعد المړض، والبيت يكاد يخلو من زواره، والقلب من أحبابه، والحياة من ضحكاتها ؟

أليس الأفضل وجود قلوب لا تبخل على احتوائي عند التعب فتجعلني اضحك وابتسم كما فعلت، فلا أمرض بعدها ولا أغيب قلوب تجعلني اشتهي شرب فنجان قهوة تقليدية كالتي كنا نعدها في الماضي، وسأعدها في الحال لك.

قهوة !؟ لكنك متعبة لم اعد كذلك، لقد شفيت بعد زيارتك كنت اظنها تمازحني فقط، تطيب خاطري، لكن يبدو انها شفيت حقا، فلم يقتصر الامر على اعداد القهوة فقط، بل رافقتني عند مغادرتي الى الخارج حتى وصلت لبيتي، وفي الصباح الموالي فتحت نوافذ بيتها كما اعتادت دوما

وهذا ما جعلني أكثر ارتياحا واطمئنانا، حتى شعوري بالخجل بدأ

يزول تدريجيا، لا اعلم ما فعلت حقا، لكن الاهم ان نوافذها أخيرا

قد فتحت، ورائحة طعامها لبيتي وصلت، وجارتي في الصباح

بابتسامتها قد عادت ؟

اتممت القراءة شارك بذكر الله 

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 

سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر  

صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم 

تم نسخ الرابط