في احد شوارع القاهرة المزدحمة اتكأت كاميليا على جدار احد المحلات رواية الشيطان شاهين بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز


تحولت لحب و عشق
خديجة بصدق ربنا يفرحه كمان و كمان
و يرزقهم الذرية الصالحة و الله كاميليا هانم بنت
طيبة و بنت حلال مش زي اللي ماتتسمى و إلا بلاش
ثريا آمين يا خديجة آمين 
في الاعلى
خرج شاهين من غرفة الملابس بعد أن إرتدى
إحدى بدله الفاخرة ذات اللون الاسود ليجد كاميليا قد إنتهت من إرتداء ملابسها و تقف

مستندة بيديها على طاولة التسريحة عينيها مغلقتين و هي تتثاءب بنعاس
إيه 
صړخت و هي تفتح عينيها بفزع لتجد شاهين
يضحك عليها تأملته قليلا من خلال المرآة
كم يبدو وسيما بل شديد الوسامة ببشرته
الحنطية و شعره الأسود كسواد ليل الشتاءعيناه الخضراء الداكنه كلون الغابات الاستوائية
أنفه المرفوع بشموخ و فكه المستقيم 
أفاقت من شرودها لتجد شاهين ينظر إليها
و على فمه إبتسامة خبيثة قبل أن يهتف حلو
مش كدهعجبتك 
صعقټ كاميليا من إعترافه لتحرك رأسها يمينا
و يسارا و هي تكاد تبكي من فرط خجلها إحمر وجهها بشدة حتى كاد ينفجر من شدة الحرارة
قائلا بنبرة عاشقة مكسوفة ليه داه من حقك علي فكرة
فتحت عينيها ببطئ و قد بدأت أنفاسها بالتسارع
و هي تشعر باقتراب إغمائها ككل مرة عندما يقترب فيها منها 
تحدث شاهين بهمس انا كلي ملكك زي ما إنت ملكي صح 
هزت رأسها عدة مرات بالموافقة و هي مازالت
تحت تأثير سحر عينيه الخضراء ليبتسم شاهين بفرح لنجاحه في التأثير عليها قبل أن يضيف يلا ننزل نفطر عشان انا تأخرت على الشغل عمر إتجوز و ساب الشغل كله عليا 
قادها بلطف أمامه ليتجها نحو الاسفلليجدا
خديجة و ثريا تتحدثان 
صړخ فادي بفرح و هو يهرول نحو والده الذي
إلتقفه بخفة بين ذراعيه باااااابي
وقفت خديجة من مكانها بسرعة لتقف بجانب كرسي ثريا التي طلبت منها تحضير طاولة الفطور
شاهين و هو يتجه نحو والدته صباح الخير يا ست الكل 
ثريا بابتسامة واسعة صباح الخير يا حبيبي صباح الخير يا بنتي 
إتجهت نحوها كاميليا و هي تهمس صباح الخير يا طنط 
توجهوا جميعا نحو طاولة الإفطار ليتحدث فادي بتذمر و هو يحاول الصعود على الكرسي بابي انا مش رحت الحضانة النهاردة 
نظر له شاهين بهدوء و هو يكمل ترشف قهوته و السبب
فادي بضجر مش عاوز اروح يا بابي انا عاوز العب مع مامي عشان واحشانيمامي مبقتش تلعب معايا
زي زمانإنت أخذت مامي لوحدك هي بقت على طول معاك 
تصنمت كاميليا مكانها پصدمة من كلام الصغير و قد تلون وجهها بالوان الطيف تتمنى لو انها كانت تمتلك طاقية الاخفاء حتى تختفي من أمامهم من شدة الاحراج او تنشق الأرض و تبتلعها 
بينما تعالت قهقهات
شاهين و ثريا و هما يمرران نظرهما بين فادي و كاميليا 
ليتحدث شاهين بصعوبة من بين ضحكاته إنت متأكد إن عمرك اربع سنين
اطبق فادي ذراعيه و هو يطالع والده بحنق ليزداد ضحك شاهين عليه أكثر و الله معاك حق انا بقيت مستحوذ على مامي كثير الايام دي عشان كده انا
حسيبهالك النهاردة بس متاخدش على كدهعشان حرجع و آخدها فادي ببراءة اوووف يا بابيانا عاوز مامي تلعب معايا بالنهار و إنت خدها بالليل 
شاهين بصرامة لا طول ما انا بالبيت مامي ليا انا لوحديكفاية إنها حتكون معاك و انا برا
همهم فادي بضيق ثم رمى شطيرته في الصحن بقوة قبل أن ينزل من كرسيه و يهرول إلى الأعلى متجها نحو غرفته لتنطر له ثريا بعتاب قائلة ليه كده يا إبنيحاطط دماغك من دماغ طفل عنده اربع سنين
و بتعانده 
شاهين بلامبالاة داه دلع أطفال بعد شوية حيهدى 
وقفت كاميليا من كرسيها قائلة أنا حروح أشوفهزمانه قاعد بيبكي دلوقتي 
قبل أن تتحرك ليخاطبها
بنبرة آمرة لا سيبيه و تعالي انا خارج دلوقتي
وقف من مكانه لتمشي ورائه نحو باب الفيلا 
كاميليا بعتاب مينفعش اللي بتعمله داه كل اللي في البيت بيضحكوا علينا
اوقفها شاهين أمامه قائلا محدش له عندي حاجة داه بيتي و انا حر أعمل إللي أنا عاوزه
كاميليا و هي تتجرأ لتنظر في عينيه لأول مرة طيب و فاديداه ولد صغير و مينفعش 
شاهين بطفوليه عاوز ياخذك مني 
كاميليا بعتاب داه طفل
شاهين مقاطعة مش بإيدي بقيت بغير عليكي حتى من فادي عاوزك ليا لوحدي
سكتت كاميليا و هي تشعر باحراج كبير هامسا لها مش حتأخر الليلة إستنيني و متفكريش في فادي حبقى اصالحه بطريقتي لما أرجع 
أومأت له بطاعة ليتركها على مضض و يغادر 
عادت كاميليا إلى الداخل و هي تتحاشى النظر
إلى ثريا و خديجة التي كانت تنظف طاولة الفطور
و تأخذ الصحون إلى داخل المطبخ
صعدت إلى الأعلى حيث وجدت فادي
يجلس على سريره و هو يمسك بالايباد الخاص
به
نظر نحوها قليلا قبل أن يعود لينشغل بلعبته
مدعيا عدم الاهتمام بها 
إقتربت منه لتجلس بجانبه و تحيط كتفيه
بيديها
و هي تنظر إلى الايباد بتعمل إيه
فادي بلامبالاة مزيفة و لا حاجة بلعب 
أخذت كاميليا الجهاز من يده ثم أغلقته
ووضعته بجانبها على
 

تم نسخ الرابط