ما معنى قوله الله تعالى الانسان لظلوم كفار
ما معنى قوله الله تعالى الانسان لظلوم كفار
يقول تعالى ذكره : وإن تعدوا أيها الناس نعمة الله التي أنعمها عليكم لا تطيقوا إحصاء عددها والقيام بشكرها إلا بعون الله لكم عليها . ( إن الإنسان لظلوم كفار ) يقول : إن الإنسان الذي بدل نعمة الله كفرا لظلوم : يقول : لشاكر غير من أنعم عليه ، فهو بذلك من فعله واضع الشكر في غير موضعه ، وذلك أن الله هو الذي أنعم عليه بما أنعم واستحق عليه إخلاص العبادة له ، فعبد غيره وجعل له أندادا ليضل عن سبيله ، وذلك هو ظلمه ، وقوله : ( كفار ) يقول : هو جحود نعمة الله التي أنعم بها عليه لصرفه العبادة إلى غير من أنعم عليه ، وتركه طاعة من أنعم عليه .
حدثنا الحسن بن محمد ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : ثنا مسعر ، عن سعد بن إبراهيم ، عن طلق بن حبيب ، قال : إن حق الله أثقل من أن تقوم به العباد ، وإن نعم الله أكثر من أن تحصيها العباد ، ولكن أصبحوا توابين وأمسوا توابين .
وقد أنعم الله على عباده بتلك النعم كلها، وظهرت بها قدرته القاهرة وإبداعه وإنعامه وهو المستجيب في السراء والضراء، والمنقذ في المدلهمات، وما يكرث العباد؛ ولذا ختم الكلام في نعمه بقوله تعالى: وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار٨.
(الواو) عاطفة على (خلق) في قوله تعالى: خلق السماوات والأرض فكلها نعم مترادفة متوالية چامعة، بعضها مع بعض أو تال لبعض، وآتاكم من كل ما سألتموه فيها قراءتان إحداهما من غير تنوين في (كل) ، بل (كل) مضافة إلى ما بعدها: وقرئ بالتنوين، ولا إضافة و(ما) في ما سألتموه اسم موصول بمعنى (الذي) أو نافية.