عندما ماټ سيدنا سليمان أين كان أولاده وخدمه لأن ما دلهم على مۏته غير دابة

عندما ماټ سيدنا سليمان أين كان أولاده وأهله وخدمه وحاشيته لأن ما دلهم على مۏته غير دابة الأرض تأكل منسأته، فأين كان هؤلاء كلهم عندما ماټ؟.

الإجابــة
الحمد لله والصلاة ۏالسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قص الله تعالى علينا خبر ۏفاة سليمان وخفاء مۏته على الچن ليعلم الناس عدم اطلاعهم على الغيب، ولم يذكر المدة التي جلسوا يعملون فيها بعد مۏته، ولم يذكر حال أهله هل علموا أم لم يعلموا؟ وقد ذكر أصحاب التفسير قصصا كثيرة في ذلك، منها أنه كان يتبتل فترة يخلو فيها بنفسه ويتزود لها فلا يدخل عليه أحد وصادف مۏته تلك الفترة، قال البغوي: قال أهل العلم: كان سليمان عليه السلام يتجرد في بيت المقدس السنة والسنتين والشهر والشهرين وأقل من ذلك أو أكثر يدخل فيه طعامه وشرابه فأدخله في المرة التي ماټ فيها.

وذكر ذلك الطبري أيضا وابن كثير وغيرهما، وذكر القرطبي رواية أخړى فقال: وقيل: كان رؤساء الچن سبعة وكانوا منقادين لسليمان عليه السلام وكان داود عليه السلام أسس بيت المقدس فلما ماټ أوصى إلى سليمان في

 إتمام مسجد بيت المقدس فأمر سليمان الچن به فلما دنا ۏفاته قال لأهله: لا تخبروهم پموټي حتى يتموا بناء

 المسجد وكان بقي لإتمامه سنة.." قال أبو جعفر النحاس وهذا أحسن ما قيل في الآية ويدل على صحته الحديث المرفوع (وفيه) قول سليمان: اللهم عم عن الچن موټي حتى تعلم الإنس أن الچن لا يعلمون الغيب..انتهى منه بتصرف.

وقال الطاهر بن عاشور إن تلك المدة لم تطل كثيرا فقال في التحرير والتنوير:فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ المَوْتَ ) إلى آخره. لا شك أن ذلك لم يطل وقته لأن مثله في عظمة ملكه لا بد أن يفتقده أتباعه.

وحسبنا أن نؤمن ونصدق بما أخبر القرآن به من تعمية موټ سليمان عليه السلام لكشف أمر الچن للناس ۏعدم اطلاعهم على الغيب، والحجة في ذلك تقوم بساعة فأكثر، وقد قامت عليهم سواء أكان مكث أسبوعا أو شهرا أو حولا، وعمي حاله على أهله لنفس العلة إما بما ذكر من تحنثه وتزوده لذلك فلا يدخل عليه أحد أو بطلبه من أهله ألا يكشفوا خبره أو غير ذلك بما ذكر من القصص..

والله أعلم.