خرج الحجاج بن يوسف ذات يوم للصيد فرأى تسعة كلاب إلى جانب صبي صغير
أخبرني عمن خلق من الڼار ومن حفظ من الڼار
فقال الغلام
الذي خلق من الڼار إبليس والذي نجا من الڼار إبراهيم عليه السلام.
فقال الحجاج
أخبرني عن العقل والإيمان والحياء والسخاء والشجاعة والكرم
فقال الغلام
إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال وواحدا في النساء.
والإيمان عشرة تسعة في اليمن وواحدا في بقية الدنيا
والسخاء عشرة تسعة في الرجال وواحدا في النساء
والشجاعة والكرم عشرة تسعة في العرب وواحدا في بقية العالم
والشهوة عشرة أقسام تسعة في النساء وواحدا في الرجال.
فقال الحجاج
أخبرني عن أقرب شيء إليك
فقال الغلام الآخرة.
ثم قال الحجاج
سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده ما رأيت صبيا أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام
أخبرني عن النساء
فقال الغلام
أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطلع بعد على أحوالهن ورغائبهن ومعاشرتهن ولكني سأذكر لك المشهور من أمورهن
فبنت العشر سنين من الحور العين وبنت العشرين نزهة للناظرين وبنت الثلاثين جنة نعيم وبنت الأربعين شحم ولين وبنت الخمسين بنات وبنين وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين.
أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة وجارية وسيف وفرس.
وقال الحجاج في نفسه
إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قټلته فلما قدمها له
قال الحجاج
خذ ما تريد يا غلام
فقال الغلام
إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس أما إن كنت ابن حلال فتعطيني الجميع.
خذهم لابارك الله لك فيهم.
فقال الغلام
قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولاجمعني بك مرة أخرى.
وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالما غانما بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه.