لماذا سمي الرسول باسم محمدﷺ وليس اسم اخر...اذا
قال العلامة بكر أبو زيد رحمه الله :
" أُلِّف في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم عدة مؤلفات ، وفي " كشف الظنون " و "ذيليه " تسمية أربعة عشر كتاباً ، كما في " معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي " للشيخ عبد الله بن محمد الحبشي اليماني (ص/ 435 – 436) وهي : لابن دحية ، والقرطبي ، والرصاع ، والسخاوي ، والسيوطي ، وابن فارس . وغيرهم .
" معجم المناهي اللفظية " (ص/361)
ثالثا :
وقد اختلف العلماء في أسماء كثيرة ، هل تصح نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو لا ، فأدى ذلك إلى اختلافهم في تعداد هذه الأسماء .
يقول الإمام النووي رحمه الله :
" بعض هذه المذكورات صفات ، فإطلاقهم الأسماء عليها مجاز " انتهى.
" تهذيب الأسماء واللغات " (1/49)
ويقول السيوطي رحمه الله :
" تنوير الحوالك " (1/727)
يقول العلامة بكر أبو زيد رحمه الله :
" جعلها بعضهم كعدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسماً ، وجعل منها نحو سبعين اسماً من أسماء الله تعالى .
وعد منها الجزولي في " دلائل الخيرات " مائتي اسمٍ .
وبلغ بها بعض الصوفية ألف اسم فقال : لله ألف اسم ، ولرسوله صلى الله عليه وسلم ألف اسم " انتهى.
" معجم المناهي اللفظية " (ص/361)
فيقال : في هذه الأعداد كثير من المبالغات ، والصحيح أن أسماءه صلى الله عليه وسلم أقل من ذلك بكثير ، ولا يجوز اعتبار كل وصف ثبت له في الكتاب والسنة من أسمائه الأعلام ، فضلا عن أن أسماءه توقيفية ، لا يجوز الزيادة عليها بما لم يرد في الكتاب والسنة الصحيحة.
" الذي له أصل في النصوص إما اسم ، وهو القليل ، أو وصف ، وهو أكثر ، وما سوى ذلك فلا أصل له ، فلا يطلق على النبي صلى الله عليه وسلم حماية من الإفراط والغلو ، ويشتد النهي إذا كانت هذه الأسماء والصفات التي لا أصل لها فيها غلو ، وإطراء ، وهذا القسم هو الذي يعنينا ذكره في هذا " المعجم " للتحذير من إطلاق ما لم يرد عن الله ولا رسوله ، وهي كثيرة جداً ، ومظنتها كتب الطُّرقية والأوراد والأذكار البدعية ، مثل : " دلائل الخيرات " للجزولي ، ومنها : أحيد . وحيد . منح . مدعو . غوث . غياث . مقيل العثرات . صفوح عن الزلات . خازن علم الله . بحر أنوارك . معدن أسرارك . مؤتي الرحمة . نور الأنوار . السبب في كل موجود . حاء الرحمة . ميم الملك . دال الدوام . قطب الجلالة . السر الجامع . الحجاب الأعظم . آية الله .
وقد كانت هذه الأسماء يطبع منها ( 99 ) اسماً في الغلاف الأخير للمصحف ، ويثبت في غلافه الأول ( 99 ) اسماً من أسماء الله تعالى ، وذلك في الطبعة الهندية ، ولشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : فضل في التنبيه على تجريد القرآن منها ، فجرد منها ، جزاه الله خيراً . وهي أيضاً مكتوبة على الحائط القبلي للمسجد النبوي الشريف ، وفَّق الله من شاء من عباده لتجريد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مما لم يرد عنه والله المستعان .
وبعد هذا وقفت على كلام في غاية النفاسة ، ورد فيه الخاطر على الخاطر - فلله الحمد وحده - وذلك للعلامة اللغوي ابن الطيب الفاسي في " شرح كفاية المتحفظ " لابن الأجدابي فقال ص/ 51 ما نصه :
ثم - أي مؤلف كفاية المتحفظ - وصفه - أي وصف النبي صلى الله عليه وسلم - بما وصفه الله تعالى به في القرآن العظيم من كونه خاتم النبيين سيْراً على جادة الأدب ؛ لأن وصفه بما وصفه الله به - مع ما فيه من المتابعة التي لا يرضى صلى الله عليه وسلم بسواها - فيه اعتراف بالعجز عن ابتداع وصف من الواصف ، يبلغ به حقيقة مدحه - عليه الصلاة والسلام - ، ولذا تجد الأكابر يقتصرون في ذكره - عليه السلام - على ما وردت به الشريعة الطاهرة كتاباً وسنة ، دون اختراع عبارات من عندهم في الغالب " انتهى باختصار.
" معجم المناهي اللفظية " (ص/362-363)
والله أعلم .