شرح حديث عَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ فَإِنَّ الأَرْضَ تَطوَى باللَّيْلِ
أنا مع حرصنا على الصلاة لا نقدمها على حط الرحال وإراحة الدواب .
الشيخ بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أحاديث في آداب السفر ساقها النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين
منها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أرشد أمته إلى أن يسيروا في الليل وأخبر أن الأرض تطوى أي تطوى للمسافر إذا سافر في الليل يعني أنه يقطع في الدلجة في الليل ما لا يقطعه في النهار وذلك لأن الليل وقت براد فهو أنشط للرواحل وأسرع في سيرها ولهذا عبر النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك بأنه تطوى الأرض للمسافر إذا مشى في الليل .
ومن ذلك أيضا من الآداب أن الإنسان يركب الراحلة وحده وله أن يردف غيره لكن بشرط أن تكون الراحلة مطيقة للإرداف فإن لم تكن مطيقة لضعفها أو نحو ذلك فإنه لا يحل له أن يكلفها ما لا تطيق لأن هذه البهائم تتعب كما يتعب الإنسان هي مكونة مما كون منه الإنسان من لحم وعظم ودم فإذا كان الإنسان يتعب إذا حمل ما لا يطيق أو إذا حمل عملا يتعبه فكذلك هذه البهائم ولهذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتقي الله تعالى فيها وألا
نقصر في حقها .