خلق الله الإنسان من طين والملائكة من نور والجن من نار، فمن أى شىء خلق الحيوان
وليس المقصود أن كل خلق سيعود لأصل المادة التي خلق منها، فيعود الإنسان ترابًا، والجن نارًا، والملائكة نورًا. والخلاصة أننا لا نجد من نصوص الكتاب والسنة ما يمكن الاعتماد عليه بشكل جازم في تحديد الأصل في مادة خلق الحيوانات والبهائم،
وهذه من مسائل الغيب التي يجب الاعتماد فيها على نصوص الوحي،
ولا ينبغي الجزم فيها بشيء لم تحدده النصوص، والأولى الانشغال بطلب العلم النافع، وترك ما كان العلم به لا ينفع، والجهل به لا يضر. والله أعلم.
عن أبي عبد الرحمـن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه،
قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق
قال: ( إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفةً، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يُرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويُؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد.
فوالله الذي لا إله غيره، إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة ) رواه البخاري ومسلم.