لماذا خص الله سيدنا إبراهيم عليه السلام بالذكر في التشهد دون سائر الأنبياء
لماذا خص الله سيدنا إبراهيم عليه السلام بالذكر في الت@شهد دون سائر الأنبياء
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: لماذا خُص إبراهيم عليه السلام بدعوة التوحيد، مع أن جميع الأنبياء دعوا إلى الت@وحيد ؟
فأجاب:
"كل الأنبياء جاءوا بالتوحيد، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) الأنبياء/25، لكن إبراهيم أبو العرب، وأبو الإسرائيليين، وهو يدعو إلى التوحيد الخالص، واليهود والنصارى ادعوا أنهم أتباعه، والمسلمون هم أتباعه، فكان هو عليه الصلاة والسلام قد خُصَّ بأنه أبو الأنبياء، وأنه صاحب الحنيفية، وأمرنا باتباعه ؛ لأننا نحن أولى بإبراهيم، كما قال عز وجل: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا) آل عمران/68، وقال ردًا على اليهود والنصارى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران/67"
وللعلامة بدر الدين العيني الحنفي رحمه الله ملحظ آخر في توجيه سبب ذلك، فيقول:
"فإن قيل: لم خص إبراهيم عليه السلام من بين سائر الأنبياء عليهم السلام بذكرنا إياه في الصلاة ؟
قلت: لأن النبي عليه السلام رأى ليلة المعراج جميع الأنبياء والمرسلين، وسلم على كل نبي، ولم يسلم أحد منهم على أمته غير إبراهيم عليه السلام، فأمرنا النبي عليه السلام أن نصلي عليه في آخر كل صلاة إلى يوم القيامة، مجازاة على إحسانه.
ويقال: إن إبراهيم عليه السلام لما فرغ من بناء الكعبة دعا لأمة محمد عليه السلام وقال: اللهم من حج هذا البيت من أمة محمد فهَبْه مني السلام، وكذلك دعا أهله وأولاده بهذه الدعوة، فأُمرنا بذكرهم في الصلاة مُجازاة على حُسْن صنيعهم"
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه الخلق به، كما في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ -يَعْنِي نَفْسَهُ صلى الله عليه وسلم»[5]. وفي لفظ آخر: «فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ
اذا اتممت القراءه اذكر