قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ»
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ»
النميمة نقل الكلام ونحوه على وجه الإفساد.
قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (16/159):" هِيَ نَقْلُ كَلَامِ النَّاسِ بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ، عَلَى جِهَةِ الْإِفْسَا@دِ " انتهى.
ومما لا شك فيه أن النميمة من كبائر الذ@نوب، وفاعلها من شرار الناس.
وقد جاء في التحذير منها أحاديث كثيرة صحيحة، منها ما يلي:
ما رواه البخاري في "صحيحه" (216) مسلم في "صحيحه" (292) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ، أَوْ مَكَّةَ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَ@ذَّبَانِ فِي قُ@بُورِهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُعَذَّ@بَانِ، وَمَا يُعَذَّ@بَانِ فِي كَبِيرٍ ثُمَّ قَالَ: بَلَى، كَانَ أَحَدُهُمَا لاَ يَ@سْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ .
ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ، فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْ@رٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا .
وقد بوب البخاري على هذا الحديث فقال:" النَّمِيمَةُ مِنَ الكَ@بَائِرِ ".
ومنها ما رواه الإمام أحمد في "مسنده" (27599) عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللهُ تَعَالَى.
ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِ@دُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ .
والحديث حسنه الشيخ الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (246).
ومن أشد هذه الأحاديث ما ذكره السائل الكريم، وهو ما رواه البخاري في "صحيحه" (6056)، ومسلم في "صحيحه" (105)، من حديث حذيفة رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَتَّاتٌ .
وعند مسلم بلفظ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ .
وهذا الحديث لا يتعارض مع ما عليه أهل السنة والجم١عة أن الله تعالى يغفر الذ@نوب جميعا، إذا تاب منها العبد وأناب.