قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ»
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ»
قال النووي في "الأذكار" (346):" والتوبة من حقوق الله تعالى يشترط فيها ثلاثة أشياء: أن يقلع
عن المعصية في الحال، وأن يندم على فعلها، وأن يعزم ألا يعود إليها، والتوبة من حقوق الآدميين يشترط فيها هذه الثلاثة، ورابع: وهو رد الظلامة إلى صاحبها أو طلب عفوه عنها والإبراء منها ". انتهى
وقال العراقي في "طرح التثريب" (8/238):" وَالْأَكْثَرُونَ جَمَعُوا بَيْنَ الْأُمُورِ الثَّلَاثَةِ فَقَالُوا إنَّ لِلتَّوْبَةِ أَرْكَانًا: الْإِقْلَاعُ فِي الْحَالِ، وَالْعَزْمُ عَلَى أَنْ لَا يَعُودَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ، وَالنَّدَمُ عَلَى مَا مَضَى.... فَيُزَادُ فِي التَّوْبَةِ رُكْنٌ رَابِعٌ، وَهُوَ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ لِلَّهِ تَعَالَى فَيَكُونُ لَهَا أَرْبَعَةُ أَرْكَانٍ...
ثُمَّ الِاقْتِصَارُ عَلَى هَذِهِ الْأَرْكَانِ الْأَرْبَعَةِ، إنَّمَا هُوَ فِيمَا إذَا كَانَتْ الْمَعْصِيَةُ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى، فَإِنْ تَعَلَّقَتْ بِآدَمِيٍّ فَلَا بُدَّ مِنْ أَمْرٍ خَامِسٍ، وَهُوَ الْخُرُوجُ عَنْ تِلْكَ الْمَظْلِمَة ". انتهى.
وحتى يخرج العبد من ذنب الن@ميمة عليه إصلاح ما أفسد إن أمكن، مع استحلال صاحب الحق.
فقد ذكر ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (1/80) في توبة المغتاب والنمام:" وَأَنْ يَسْتَحِلَّ مِنْ الْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَنَحْوِهِمَا ". انتهى.
فإن كان يترتب على استحلاله من صاحب الحق مفسدة، لم يستحله، واستغفر لصاحب الحق.
قال السفاريني في "شرح منظومة الآداب" (1/88):" فَتَجِبُ التَّوْبَةُ مِنْهُمَا ( أي من الغي@بة والن@ميمة ) وَاسْتِحْلالُ مَنْ اغْتَابَ@هُ أَوْ بَهَتَهُ أَوْ جَبَهَهُ بِأَنْ وَاجَهَهُ بِمَا يَكْرَهُ، أَوْ نَ@مَّ عَلَيْهِ، مَا لَمْ يَتَرَتَّبْ عَلَى ذَلِكَ فِتْنَةٌ، فَيَتُوبُ وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ ". انتهى
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم: (6308)، ورقم: (218351) )، ورقم: (258708).
ومما سبق يتبين أن رحمة الله واسعة، لا يمنعها عمن ندم وتاب وأناب وأصلح، فهو سبحانه الغفور التواب الرحيم.
والله أعلم.