خلق الله الإنسان من طين والملائكة من نور والجن من نار، فمن أى شىء خلق الحيوان
خلق الله الإنسان من طين والملائكة من نور والج،ـن من ن_ار، فمن أى شىء خلق الحيوان
يأخذ للجماء من القرناء ، ثم يقول كوني ترابًا ، فذلك حين يقول الكافر يا ليتني كنت ترابًا ).
وقال الألباني في " الصحيحة " إسناده جيد ، وقال أحمد شاكر في " عمدة التفسير " إسناده صحيح .
وقالوا : فإذا كان الله تعالى يصيرهم ترابًا في النهاية ، وقد قال سبحانه : ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) الأنبياء فهذا يدل على أن أصلهم من تراب .
لكن في هذا الاستدلال نظرا ، وقد يرد عليه أن المقصود بالآية أن الله سيعيد كل الخلائق إلى الحياة كما بدأها أول مرة ، كما جاء في قوله تعالى : ( وَضَ@رَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ . قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ . الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ
الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ . أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ . إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
وليس المقصود أن كل خلق سيعود لأصل المادة التي خلق منها ، فيعود الإنسان ترابًا ، والج،ـن نارًا ، والملائكة نورًا .
والخلاصة أننا لا نجد من نصوص الكتاب والسنة ما يمكن الاعتماد عليه بشكل جازم في تحديد الأصل في مادة خلق الحيوانات والبهائم ، وهذه من مسائل الغيب التي يجب الاعتماد فيها على نصوص الوحي ، ولا ينبغي الجزم فيها بشيء لم تحدده النصوص ، والأولى الانشغال بطلب العلم النافع ، وترك ما كان العلم به لا ينفع ، والجهل به لا يضر .
والله أعلم .