سيرة حياة بضعة الرسول ( ص ) فاطمة الزهراء سلام الله علیها
وكانت تتمنى أن ټموت هي بدلا عنه .
فتح الرسول صلى الله عليه وآله عينيه وراح يتأمل ابنته الوحيدة فطلب منها أن تقرأ له شيئا من القرآن فراحت الزهراء تتلو القرآن بصوت خاشع وكان الأب العظيم يصغي بخشوع إلى كلمات الله وهي تطوف في فضاء البيت .
أراد أن يقضي آخر لحظات عمره المبارك وهو يصغي إلى صوت ابنته التي رعته صغيرة و وقفت إلى جانبه كبيرة .
كان رحيل الرسول كبيرة لابنته البتول ولم يتحمل قلبها تلك فراحت تبكي ليل نهار .
حاولت الزهراء الدفاع عن حقها وكان لها في ذلك مواقف غاية في الشجاعة .
كان الإمام يدرك أن استمرار الزهراء في معارضة الخليفة سيجر البلاد إلى فتنة فتضيع كل جهود الرسول صلى الله عليه وآله أدراج الرياح ويعود الناس إلى الجاهلية مرة أخرى .
وهكذا سكتت الزهراء لكنها بقيت غاضبة وتذكر المسلمين أن ڠضبها يعني ڠضب رسول الله صلى الله عليه وآله وڠضب الرسول يعني ڠضب الله سبحانه .
سكتت الزهراء إلى أن رحلت عن الدنيا ولكنها طلبت في وصيتها أن ټدفن سرا .
الرحيل عن الدنيا
كانت فاطمة كشمعة تتوهج وتحترق وتذبل ثم يخبو نورها شيئا فشيئا لم تستطع البقاء بعد رحيل أبيها وتنكر الزمان لها كانت أحزانها تتجدد كلما ارتفع الأذان يهتف أشهد أن محمدا رسول الله .كانت تريد اللقاء بأبيها وكان شوقها يستعر يوما بعد آخر وهزل جسمها ولم يعد يتحمل شوق روحها إلى الرحيل وهكذا ودعت الدنيا ودعت الحسن بسنواته السبع والحسين بأعوامه الستة وزينب بسنواتها الخمس وأم كلثوم وردة في ربيعها الثالث وكان أصعب ما في الوداع أن تودع زوجها وشريك أبيها في الجهاد وشريك حياتها .
وما يزال الزهراء مجهولا فترتسم علامة استفهام كبرى في التاريخ ما تزال الزهراء تستفهم التاريخ ما تزال تطلب حقها وما يزال المسلمون يتساءلون عن بقاء مجهولا .
جلس الإمام وكان الظلام يغمر الدنيا فقال يؤبنها
السلام عليك يا رسول الله . . عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ورق عنها تجلدي . . . وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال وأستخبرها الحال . . والسلام عليكما سلام مودع .