ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر
ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر
ومعلوم بالضرورة من دين الإسلام قبح هذا الاعتراض، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أو خلفاءه الراشدين لو سمعوا من يعترض به لما ناظروه، بل بادروا إلى عقوبته ، وإلحاقه بزمرة المخالفين المنافقين المكذبين" انتهى من "فضل علم السلف على الخلف" ص3.
وأجاب شيخ الإسلام عن هذه الشبهة فقال: "ومن هنا يظهر الجواب عما ذكره ابن حزم وغيره في حديث النزول حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر، فقالوا: قد ثبت أن الليل يختلف بالنسبة إلى الناس، فيكون أوله ونصفه وثلثه بالمشرق، قبل أوله ونصفه وثلثه بالمغرب. قالوا: فلو كان النزول هو النزول المعروف، للزم أن ينزل في جميع أجزاء الليل؛ إذ لا يزال في الأرض ليل. قالوا: أو لا يزال نازلاً وصاعداً، وهو جمع بين الضدين؟
وقد جاءت الأحاديث بأنه يحاسب خلقه يوم القيامة ، كل منهم يراه مخلياً به ، يتجلى ويناجيه ، لا يرى أنه متخلياً لغيره ولا مخاطباً لغيره.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قال العبد الحمد لله رب العالمين ، يقول الله حمدني عبدي ، وإذا قال الرحمن الرحيم ، قال الله أثنى على عبدي، فكل من الناس يناجيه ، والله تعالى يقول لكل منهم ذلك، ولا يشغله شأن عن شأن.
ومن مثّل مفعولاته التي خلقها ، بمفعولات غيره، فقد وقع [في] تمثيل المجوس القدرية، فكيف بمن مثّل أفعاله بنفسه ، أو صفاته بفعل غيره وصفته.
يقال لهؤلاء: أنتم تعلمون أن الشمس جسم واحد، وهي متحركة حركة واحدة متناسبة لا تختلف، ثم إنها بهذه الحركة الواحدة تكون طالعة على قوم ، وغاربة عن آخرين، وقريبة من قوم وبعيدة عن آخرين، فيكون عند قوم عنها ليل، وعند قوم نهار، وعند قوم شتاء، وعند قوم صيف، وعند قوم حر، وعند قوم برد، فإذا كانت حركة واحدة يكون عنها ليل ونهار في وقت واحد لطائفتين، وشتاء وصيف في وقت واحد لطائفتين .
فسبحان الله الواحد القهار ؛ (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) [الصافات 180-182]" انتهى من " بيان تلبيس الجهمية "(4/54).
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: "والنزول في كل بلاد بحسبها؛ لأن نزول الله سبحانه لا يشبه نزول خلقه ، وهو سبحانه يوصف بالنزول في الثلث الأخير من الليل ، في جميع أنحاء العالم على الوجه الذي يليق بجلاله سبحانه ، ولا يعلم كيفية نزوله إلا هو ، كما لا يعلم كيفية ذاته إلا هو عز وجل : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) ، وقال عز وجل : ( فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )" انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (4/ 420).