وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) .
وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) .
وبر وحسن خلق وغير ذلك هو من باب الكرامة والتشريف والتوفيق وليس بسبب عدم التوفيق في الاخټيار .
وقد قيل إن الإنسان لم يخير وإنما أخبر الله تعالى أنه حملها ولم يخبر أنه خيره فحمله الله إياها إكراما له وتشريفا لكنه قصر في تحملها قال القرطبي رحمه الله
هذا العرض على السموات والأرض والجبال عرض تخيير لا إلزام. والعرض على الإنسان إلزام انتهى من تفسير القرطبي 14 255 .
وجملة إنه كان ظلوما جهولا ... ليست تعليلية لأن تحمل الأمانة لم يكن باخټيار الإنسان فكيف يعلل بأن حمله الأمانة من أجل ظلمه وجهله.
فمعنى كان ظلوما جهولا أنه قصر في الوفاء بحق ما تحمله تقصيرا بعضه عن عمد وهو المعبر عنه بوصف ظلوم وبعضه عن تفريط في الأخذ بأسباب الوفاء وهو المعبر عنه بكونه جهولا فظلوم مبالغة في الظلم وكذلك جهول مبالغة في الجهل.
والظلم الاعټداء على حق الغير وأريد به هنا الاعټداء على حق الله الملتزم له بتحمل الأمانة وهو حق الوفاء بالأمانة.
والجهل انتفاء العلم بما يتعين علمه والمراد به هنا انتفاء علم الإنسان بمواقع الصواب فيما تحمل به فقوله إنه كان ظلوما جهولا مؤذن بكلام محذوف يدل هو عليه إذ التقدير وحملها الإنسان فلم يف بها إنه كان ظلوما جهولا ولولا هذا التقدير لم يلتئم الكلام لأن الإنسان لم يحمل الأمانة باختياره بل فطر على تحملها.
فليس المعنى أنه ظلوم جهول لأنه اختار تحمل الأمانة بل لأنه لم يف بها .
وبكل حال
فهذا تحمل تشريف وتوفيق وكرامة وليس هو من عدم التوفيق والخڈلان ولكن من تحمل الأمانة فأداها فقد وفق حقا ورزق خيري الدنيا والآخرة ومن تحملها فلم يؤدها فهذا هو المخذول غير الموفق .
أداء الأمانة لا في تحملها .
والتوفيق كل التوفيق في تحملها وأدائها .
قال تعالى من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون النحل 97 .
قال ابن كثير رحمه الله
هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه من ذكر أو أنثى من بني آدم وقلبه مؤمن بالله ورسوله وإن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت انتهى من تفسير ابن كثير 4 601 .