كثرة هوسها بأن تصبح أما كانت بكل يوم تأتي باختبار حمل منزلي وتجريه كل يوم بلا توقف وفي يوم من الأيام كان الاختبار به خطين ركضت إلى الطبيب لتريه إياه فأخبرها طبيبها بأن هذا الأمر مستحيل وأخبرها بأنه حمل كاذب وما هو إلا بعض تكتلات دموية وستنزل من الرحم في غضون أيام ذهبت لطبيب غيره وبعد الفحوصات والتحاليل أخبرها بنفس ما قيل لها من طبيبها الأول.
وبالفعل وجدت بعض التكتلات الدموية تنزل من رحمها ولكنها أخبرت نفسها بأنه يستحيل حدوث ذلك فهذا وعد رب العالمين سبحانه وتعالى وتلت على نفسها الآية الكريمة وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ۖ أجيب دعوة الداع إذا دعان ۖ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون أخذت تذكر نفسها بأنها لم تتهاون في أمور الله سبحانه وتعالى ولطالما حملت نفسها على فعل الطاعات واجتناب معاصيه سبحانه وتعالى وأنه لن يخزها أبدا وسيقر عينها ويبرد قلبها.
وبالفعل انتظرت أسبوعين اثنين وحسب وأجرت اختبار منزلي آخر وكانت نتيجته إيجابية فذهبت لطبيبها والذي كان مذهولا بعدما قام بفحصها لدرجة أنه أمسكها من يدها وخرج على مرضاه قائلا جميعكم لديكم أمل في أن تصبحون حوامل إلا هذه هذه كان أملها مستحيل فقد كانت جميع نتائجها بالسالب ولا يمكن إلا أن تكون سالب اسألوها ماذا فعلت لتصبح حاملا!
وبالفعل تابعت حملها والذي لم تشهد فيه أي صعوبات ووضعت أول ابن لها وكان في غاية الجمال لم تتخلف هذه السيدة عن وردها ولا يوما واحدا إلا في أصعب الحالات وكانت تعوض ذلك بأن تقوم بوردها بالنهار استجاب الله سبحانه وتعالى لسؤلها وأعطاها من فضله العظيم فصار لها ثلاثة من الأطفال ولدين وابنة غاية في الجمال وجميعهم كانت ولادتها ولادة طبيعية لم تعاني فيها آلام ومشاق صارت ترعاهم أفضل رعاية وتهتم بهم أفضل اهتمام وتربيهم على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذه القصة تعتبر من أجمل قصص تأخر الحمل والاستغفار وحكمة الله في تأخر الإنجاب على الإطلاق وعلى كل سيدة تطمح لإنجاب
من الله سبحانه وتعالى ودعاء بيقين وثقة في خالقها سبحانه وتعالى عليها الالتزام الدائم بالدعاء وألا تفرط فيه ففي الدعاء الخلاصة وتحقيق كل ما ترغب فيه بمشيئة الله سبحانه وتعالى.