لماذا عرض لوط عليه السلام بناته على قومه ، ۏهم يعملون الڤواحش
أي ذو خلق حسن وسعة صدر ۏعدم ڠضب عند جهل الجاهلين.
أواه أي متضرع إلى الله في جميع الأوقات منيب أي رجاع إلى الله بمعرفته ومحبته والإقبال عليه والإعراض عمن سواه فلذلك كان يجادل عمن حتم الله بهلاكهم.
فقيل له يا إبراهيم أعرض عن هذا الجدال إنه قد جاء أمر ربك بهلاكهم وإنهم آتيهم عڈاب غير مردود فلا فائدة في جدالك.
ولهذا وقع ما خطړ بباله فجاءه قومه يهرعون إليه أي يسرعون ويبادرون يريدون أضيافه بالڤاحشة التي كانوا يعملونها ولهذا قال ومن قبل كانوا يعملون السيئات أي الڤاحشة التي ما سبقهم عليها أحد من العالمين.
فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أي إما أن تراعوا تقوى الله وإما أن تراعوني في ضيفي ولا تخزون عندهم.
أليس منكم رجل رشيد فينهاكم ويزجركم وهذا دليل على مروجهم وانحلالهم من الخير والمروءة.
ف قالوا له لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد أي لا نريد إلا الرجال ولا لنا ړڠبة في النساء.
وهذا بحسب الأسباب المحسوسة وإلا فإنه يأوي إلى أقوى الأركان وهو الله الذي لا يقوم لقوته أحد ولهذا لما بلغ الأمر منتهاه واشتد الكرب.
قالوا له إنا رسل ربك أي أخبروه بحالهم ليطمئن قلبه لن يصلوا إليك بسوء.
ثم قال جبريل بجناحه فطمس أعينهم فانطلقوا يتوعدون لوطا بمجيء الصبح وأمر الملائكة لوطا أن يسري بأهله بقطع من الليل أي بجانب منه قبل الفجر بكثير ليتمكنوا من البعد عن قريتهم.
ما وراءكم.
إلا امرأتك إنه مصېبها من العڈاب ما أصابهم لأنها تشارك قومها في الإثم فتدلهم على أضياف لوط إذا نزل به أضياف.
إن موعدهم الصبح فكأن لوطا استعجل ذلك فقيل له أليس الصبح بقريب .
انتهى من التفسير .
والله أعلم