كيف تُقضى الصلوات الفائتة بسبب النوم أو النسيان
بفعلها أهي التي أمره الله تعالى بها أم هي غيرها فإن قالوا هي هي قلنا لهم فالعامد لتركها ليس عاصيا لأنه قد فعل ما أمره الله تعالى ولا إثم على قولكم ولا ملامة على من تعمد ترك الصلاة حتى يخرج وقتها وهذا لا يقوله مسلم وإن قالوا ليست هي التي أمره الله تعالى بها قلنا صدقتم وفي هذا كفاية إذ أقروا بأنهم أمروه بما لم يأمره به الله تعالى انتهى .
واستدل من أوجب عليه القضاء بالقياس على الناسي والنائم فقالوا إذا كان الناسي يجب عليه القضاء فالعامد من باب أولى .
وأجيب بأن هذا قياس مع الفارق فإن العامد آثم وليس كذلك الناسي فكيف يقاس العاصي على غير العاصي
قال الشوكاني رحمه الله
وقال ابن تيمية والمنازعون لهم يعني القائلين بالقضاء ليس لهم حجة قط يرد إليها عند التنازع وأكثرهم يقولون لا يجب القضاء إلا بأمر جديد وليس معهم هنا أمر ونحن لا ننازع في وجوب القضاء فقط بل ننازع في قبول القضاء منه وصحة الصلاة في غير وقتها وأطال البحث في ذلك واختار ما ذكره داود ومن معه والأمر كما ذكره أني لم أقف مع البحث الشديد للموجبين القضاء على العامد على دليل ينفق أي ېقبل في سوق المناظرة وېصلح للتعويل عليه في هذا الأصل العظيم انتهى .
فالراجح والله أعلم أن العامد لا يقضي الصلاة وإنما يجب عليه الاسټغفار والتوبة .
وقد أطال ابن القيم رحمه الله البحث في هذه المسألة ومناقشة أدلة الفريقين في كتابه القيم الصلاة ص 67 109 فليراجع .
فائدة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
والذين أمروه بالقضاء من العلماء لا يقولون إنه بمجرد القضاء يسقط عنه الإثم بل يقولون بالقضاء يخف عنه الإثم وأما إثم التفويت وتأخير الصلاة عن وقتها فهو كسائر الذنوب التي تحتاج إما إلى توبة وإما إلى حسنات ماحية وإما غير ذلك مما يسقط به العقاپ انتهى .
منهاج السنة 5 233 .