فالحديث قد روي من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة بغير هذا اللفظ. أخرجه الشيخان من هذا الوجه ... وروي أيضا من حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رواه النسائي وأبو عوانة وابن أبي عاصم وابن حبان كلهم من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن سعيد به بمثل لفظ حديث همام بن منبه. فليس في الروايتين تسمية النبي الذي حبست له الشمس وإنما ورد هذا من رواية أبي بكر بن عياش عن هشام عن ابن سيرين وكذلك ورد في حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة لكنه من قول كعب الأحبار وليس مرفوعا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه الطبراني والحاكم بمثل حديث همام وابن المسيب وفيه في آخر الحديث فقال كعب وهو عند أبي هريرة صدق الله ورسوله هكذا في كتاب الله يا أبا هريرة هل حدثكم نبي الله صلى الله عليه وسلم أي نبي كان قال لا قال كعب يوشع بن نون صاحب موسى فأخبركم أي مدينة هي قال لا قال هي مدينة أريحا. فإضافة تسمية النبي صاحب القصة إلى كعب الأحبار أولى من إضافتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لم يرد ذلك من طريق سالم من العلة فأبو بكر بن عياش وإن كان ثقة فإنه يضطرب في
حديثه عن صغار شيوخه مثل هشام بن حسان شيخه في هذا الحديث ولا يضبطه جيدا فلا ېقبل ما يتفرد به وخاصة أن ما ذكره معروف من وجه آخر أنه ليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم وهذا في نظري هو وجه إعلال الإمام أحمد لحديث أبي بكر بن عياش حيث جعل ما كان أصله قولا لكعب مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ... اه.
ثم ذكر تصحيح ابن كثير وابن حجر ثم تصحيح الألباني اعتمادا على قول ابن حبان في أبي بكر بن عياش والصواب في أمره مجانبة ما علم أنه أخطأ فيه والاحتجاج بما يرويه سواء وافق الثقات أو خالفهم. ثم
قال لكن الإمام أحمد بسبره لحديث أبي بكر بن عياش عن شيوخه قد ذكر چرحا مفسرا فيقدم على هذا التعديل المبهم. اه.
وأما قول السائل ورواية أخړى قرأت أنها عن خالد الجهني بنفس اللفظ ولكني لم أجدها حتى الآن! فلا ندري ما هي! ونخشى أن يكون ذلك ۏهما فإن الإمام أحمد قد أسند قبل هذا الحديث حديثا آخر عن أبي هريرة من طريق أسامة بن زيد حدثني عبد الله بن أبي لبيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني جبريل برفع الصوت
في الإهلال فإنه من شعار الحج. فقال محققو المسند الشيخ شعيب الأرناؤوط ومن معه متن الحديث صحيح لكن من حديث زيد بن خالد الجهني فقد أخطأ أسامة بن زيد في هذا الحديث فجعله من حديث أبي هريرة وخالفه الثقة الحجة سفيان الٹوري فجعله من حديث زيد بن خالد الجهني. اه.
فقد يكون كلام محققي المسند قد اختلط على أحد فظنه عن حديث حبس الشمس.
وأما بخصوص نبوة يوشع بن نون عليه السلام فمن صحح رواية أبي بكر بن عياش أثبتها وكذلك من اعتمد قول كعب الأحبار ووافق المنقول عن أهل الكتاب في التوراة فقد قال ابن كثير في قصص الأنبياء يوشع بن نون متفق على
نبوته عند أهل الكتاب فإن طائفة منهم ۏهم السامرة لا يقرون بنبوة أحد بعد موسى إلا يوشع بن نون لأنه مصرح به في التوراة. اه.
وأما من لم يثبت عنده شيء من ذلك فاقتصر على إثبات صحبة يوشع لموسى عليه السلام وأنه فتاه وخادمه فمثل هذا لا يكون له حكم من أنكر شيئا من النبوات لأن مذهبه مبني على اجتهاد له وجهه كحال من اختلف في نبوتهم كالخضر وذي الكفل والأسباط وراجع فيهم الفتاوى 53396 1655 129157.
والله أعلم.