ما المقصود بـ (الضعيف الذي لا زَبْرَ له) ويدخل النار؟
ما المقصود بـ (الضعيف الذي لا zبْرَ له) ويدخل النار؟
المقصود بالضعيف هنا هو الضعيف في أمر دينه، فهو ضعيف العقل والبصيرة، فلا يتقي ما يضره في أمر دينه، فهو مضيع لنفسه فلا يزكيها بالتقوى، كمن أعرض عن الزواج، لكنه لا يمسك نفسه عن الفواحش والمحړمات، وكمن لا يجتهد في أمر الدنيا بالعمل والتكسب، لكنه لا يمنع نفسه عن أكل الأموال المحرمة والمشتبهة.
قال أبو العباس القرطبي رحمه الله تعالى:
" قد ذم الضعف في أمور الدين، جعله من صفات أهل النار كما قال: (وَأَهْلُ النَّ0ارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي لَا zبْرَ لَهُ). والzبر هنا: العقل. قاله الهروي. وفي الصحاح: يقال: ما له zبر، أي: عقل وتماسك.
قلت: وسمھي العقل زَبْرا؛ لأنَّ الzبر في أصله هو المنع والزجر. يقال: zبره يzبره - بالضم - zبرا: إذا انتهره ومنعه. ولما كان العقل هو المانع لمن اتصف به من المفاسد والزاجر عنها، سمھي بذلك ...
و( الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا ) هذا تفسير من النبي صلى الله عليه وسلم لقوله أولا: ( الضَّعِيفُ الَّذِي لَا zبْرَ لَهُ ) فيعني بذلك: أن هؤلاء القوم ضعفاء العقول، فلا يسعون في تحصيل مصلحة دنيوية، ولا فضيلة نفسية ولا دينية، بل: يهملون أنفسهم إهمال الأنعام، ولا يبالون بما يثبون عليه من الحلال والحړام…" انتهى من "المفهم" (7/166).
وقال شهاب الدين التّوربشتي رحمه الله تعالى:
" وفيه: ( الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ )، فسر أصحاب الغريب (الzبر): بالعقل، وهو صحيح من طريق اللغة، غير أن المعنى لا يستقيم عليه؛ لأن من لا عقل له لا تكليف عليه، فكيف يحكم بأنه من أهل ال1نار.
وأرى الوجه فيه أن يفسر بالتماسك، فإن أهل اللغة يقولون: لا zبر له، أي: لا تماسك له، كما يقولون: لا عقل له، وهو في الأصل مصدر، والمعنى: لا تماسك له عند مجيء الشه1وات، فلا يرتدع عن فاح1شة ولا يتورع عن حړام.
وفيه: ( الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا ) يعنى به الخدام الذي يكتفون بالشبhات والمحړمات التي يسهل عليهم التطرق إليها عما أبيح لهم، فليس له همة ناهضة إلى ما وراء ذلك من أهل ومال " انتهى من "الميسر في شرح مصابيح السنة" (3/1072).
فالحاصل؛ أن تركك للزواج بسبب مرضك، لا حرج فيه ولا ينطبق عليك ما في الحديث ما دمت تمنع نفسك عن الفواحش ومقدماتها، وما دمت تجتهد في تزكية نفسك، والاستكثار من الخير.
نسأل الله الكريم لنا ولكم الثبات على الرشد.
والله أعلم.