شرح حديث وأهل الڼار خمسة : الضعيف الذي لا زبر له ، الذين فيكم تبع لا يبغون أهلا ولا مالا
يزبره بالضم زبرا إذا انتهره ومنعه. ولما كان العقل هو المانع لمن اتصف به من المفاسد والزاجر عنها سمي بذلك ...
و الذين هم فيكم تبعا لا يبتغون أهلا ولا مالا هذا تفسير من النبي صلى الله عليه وسلم لقوله أولا الضعيف الذي لا زبر له فيعني بذلك أن هؤلاء القوم ضعفاء العقول فلا يسعون في تحصيل مصلحة دنيوية ولا فضيلة نفسية ولا دينية بل يهملون أنفسهم إهمال الأنعام ولا يبالون بما يثبون عليه من الحلال والحرام انتهى من المفهم 7166.
وفيه الضعيف الذي لا زبر له فسر أصحاب الغريب الزبر بالعقل وهو صحيح من طريق اللغة غير أن المعنى لا يستقيم عليه لأن من لا عقل له لا تكليف عليه فكيف يحكم بأنه من أهل الڼار.
وأرى الوجه فيه أن يفسر بالتماسك فإن أهل اللغة يقولون لا زبر له أي لا تماسك له كما يقولون لا عقل له وهو في الأصل مصدر والمعنى لا تماسك له عند مجيء الشهوات فلا يرتدع عن فاحشة ولا يتورع عن حرام.
فالحاصل أن تركك للزواج بسبب مرضك لا حرج فيه ولا ينطبق عليك ما في الحديث ما دمت تمنع نفسك عن الفواحش ومقدماتها وما دمت تجتهد في تزكية نفسك والاستكثار من الخير.
نسأل الله الكريم لنا ولكم الثبات على الرشد.
والله أعلم.