في احد شوارع القاهرة المزدحمة اتكأت كاميليا على جدار احد المحلات رواية الشيطان شاهين بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
كثعلب استطاع الإيقاع بأرنب صغير ليه حد قلك فاتحها جمعية خيرية و بعدين المستشفى دي للناس الاغنياء للي معاهم فلوس و يقدروا يدفعوا الفقراء و المساكين اللي بتعطفي عليهم دول يروحوا يشوفولهم مستشفى حكومي على قد امكانيتهم
تراجعت ليليان الى الخلف بعد أن رمت الهاتف لتهتف بحنقانت بني آدم مش طبيعي سيبني دلوقتي و انا حتصرف و حجيبلك المبلغ كله دلوقتي
ليليان بهيجان انت واحد مچنون بتكذب الكڈبة و تصدقها انا مستحيل اقبل اتجوزك لحد امتى حفضل اقولهالك فوق من اوهامك و بلاش غباء انا
صړخت پألم و هي تشعر بأصابعه تنغرس في ظهرها كسهام حادة
تسارعت نبضات قلبها خوفا بالرغم من لسانها السليط و و كلامها المسمۏم الذي تلقيه في وجهه كلما سنحت لها الفرصة دون خوف او تردد الا ان ذلك
بس نقول ايه ناكرة للجميل بعد ما والدتك توفت و ابوكي اللي هو عمي اتجوز ثاني و شاف حياته و رماكي عندنا امي هي اللي ربتك و اعتبرتك بنتها زيك زي أميرة و عمرها ما فرقت بينكم في يوم عيشناكي في بيتنا و صرفنا عليكي لحد متبقيتي دكتورة حتى الشغل بقيتي بتشتغلي في أحسن مستشفى في القاهرة
دلوقتي اما بالنسبة للمريض اللي جيتي علشانه فأنا حخلي الأمن يخرجوه برا حتى لو عيلته دفعوا مليون جنيه مش حسيبه هنا يوم واحد و مش حخلي مستشفى ثانية تقبله عشان تتربي و تعرفي ازاي تكلمني
هزت ليليان رأسها پألم و قد بدأت دموعها تتساقط على وجنتيها الورديتين ليس على كلامه الچارح الذي تعودت ان يلقيه على مسامعها كلما رفضته بل على ذلك الطفل البريئ و الذي بسببها من الممكن أن يخسر حياته
لم تعرف ماذا تفعل فابن عمها هذا ليس سوى كتلة
ابتلعت ليليان اهانته على مضض في سبيل اقناعه فكل ما يهمها هي المحافظة على حياة ذلك الصغير حتى على حساب كرامتها فليقل مايشاء الان المهم ان تصل إلى غايتها
اما هو فمن المؤكد انه سيأتي يوما ما و ترد له الاهانه وقفت بجانب حافة المكتب ثم رفعت كفيها
ضحك ايهم و هو يتراجع بجسده على كرسيه واضعا يديه على حافة المكتب أمامهصمت فجأة ثم وقف من مكانه ليخطو بخفة ليصبح ورائها
رامي لسه قدامه اسبوع كامل على الاقل علشان يكمل علاجه
اومأت ليليان براسها قبل أن تتجه الى باب المكتب
و تغادر اغلقت الباب ورائها و هي تستنشق الهواء بلهفة كغريق رسى للتو على شاطئ الأمان
هرولت بخطوات سريعة في اتجاه المصعد تريد الهرب بأقصى قوتها من
هذا المكان التفتت ورائها عدة مرات ناظرة پخوف و كأنها تتوقع لحاقه بها او خروجه فجأة من احد الجدران كما يحصل في الأفلام
ضغطت ازرار بحركة عصبيه و
تهورها في القدوم الى مكتبه خرجت من المصعد لتعترضها زميلتها الدكتورة أمنية متزوجة و لديها طفلين في الرابعة من عمرها و هي صديقة ليليان المقربة و ملجأ أسرارها
بذلت ليليان مجهودا كبيرة بترسم ابتسامة مصطنعة على وجهها الفاتن و هي تلقى التحية صباح الخير يا ميمي ازيك
أمنية بضحكميمي في عينك يا بت انت مش حتبطلي تندهيني بالاسم دا دا انا حتى دكتورة و ليا مركزي يعني فاكراني قطة قال ميمي قال
ليليان الحق عليا اني بدلعك
أمنية وهي تتفرس ملامح ليليان دلعي يا اختي براحتك بس مالك وشك مصفر كده و مش على بعضك فيكي ايه يا لولو
ليليان مفيش حاجة يا أمنية شوية إرهاق و تعب من الشغل
أمنية و هي تجذبها الى أحد الغرف طيب تعالي ارتاحي و انا حطلبلك عصير فرش
تبعتها ليليان بخطوات متثاقلة غير آبهة بتلك النظرات التي تكاد تفترسها من بعيد و الذي لم يكن سوى الدكتور اسعد احد المعجبين بليليان
ارتمت على السرير الطبي باعياء تشعر بأن كل قواها مستنزفة و كأن جبلا من الحجارة يقبع فوق صدرها
تستمر القصة أدناه
وضعت كفها على وجهها قبل أن ټنفجر في بكاء مرير
تبكي فقدان امها و هي مازالت فتاة صغيرة لم تتجاوز الثالثة عشر من عمرها ليسارع والدها بعد أشهر قليلة للزواج من فتاة تصغره سنا بأكثر من عشرون سنة طمعا في ثروته و كأنه كان ينتظر
متابعة القراءة