في احد شوارع القاهرة المزدحمة اتكأت كاميليا على جدار احد المحلات رواية الشيطان شاهين بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
الغطاء
فوق جسده هاتفا بصوت جاد كاميليا
بلاش دلع مش كل مرة تطلعيلي بحكاية
قټلك ورايا شغل بكرة يعني لازم انام
بدري و لما ارجع حبقى آخذك لأي
مكان إنت عاوزاه يلا تعالي عشان
ننام
كاميليا برفض مش عاوزة انام قلتلك
عاوزة
صمتت عندما ربت شاهين على الوسادة
التي بجانبه ثم أشار لها بإصبعه حتى
و هي ترسم على ملامحها الجميلة
علامات الحزن لتبدو أمامه كطفلة صغيرة غاضبة ترفض طاعة والدتها ليخفي شاهين رغبته
الملحة في إلتهامها
إستلقت على السرير ثم إلتفتت للجهة
الأخرى متجاهلة إياه إقترب منها ليتكئ
على ذراعه و يهمس قرب اذنها مش
حيجيلي نوم و إنت مش في حضڼي
هزت كتفيها برفض ثم حركت يدها
لتحاول نزع يده التي حاوطت خصرها
تنهد بصوت مسموع قبل أن يهتف
بصوت حان طب عاوزاني اعمل إيه
طب ينفع بنوتة رقيقة زيك تمسك
سېجارة و
صمت دون أن يكمل كلامه عندما شعر
بها تلتفت لتخفي وجهها داخل صدره
كعادتها كلما شعرت بالخجل ليشدها
نامي دلوقتي وبكرة إن شاء الله حنكمل كلامنا
تمام
إلى وسادته و يغمض عينيه و شعور
السعادة يغمر قلبه و روحه هذه الصغيرة
يوما بعد يوما يجزم ان فادي أصبح اعقل منها
بتصرفاتها الطفولية التي صارت تفاجئه في كل مرة
تحاول إثارة غضبه و كأنها ټنتقم منه بطريقتها
لكنها لاتعلم بأنه سيظل يهيم بها عشقا مهما
نظرت نانا بملل نحو باب الحمام قبل
أن تقرر الخروج من الغرفة و التجول قليلا
في الفيلا إلى أن ينهي أيهم حمامه
تمتمت بضيق و هي تنزل درجات السلم
المؤدي إلى الطابق السفلي إيه
قصر الأشباح داه المكان كله معتم
و يخوف أما أروح أدور يمكن ألاقي
حاجة آكلها و أخيرا لقيت المطبخ
تحدثت و هي تدلف إلى داخل المطبخ
فهي في الاخير ليست
إلا فتاة بسيطة و فقيرة
جلبها أيهم من إحدى الشوارع حتى
تنفذ خطته بإغاظة ليليان
تسمرت عينيها على الطاولة الكبيرة
عندما لاحظت وجود فتاة في سنها
اقل ما يقال عليها آيه في الجمال
و الروعة رغم ثيابها البسيطة
التي كانت ترتديها و خلو وجهها
من مساحيق التجميل عكس خاصتها
حتكسب ذهب ذهب إيه قولي الماس انا
مش فاهمة البيه جايبني هنا ليه ماكان أخذها
مكاني و خلص نفسه من ۏجع الدماغ داه كله
سمعتها ليليان لكنها تعمدت عدم الانتباه
لها و تجاهلها لتتقدم نحوها نانا و هي
ترسم على وجهها إبتسامة خاڤتة
نانا سلام عليكم يا قمر هو إنت
بتشتغلي هنا
ليليان و هي تخفي إبتسامتها الخبيثة أيوا انا بشتغل هنا بقالي حوالي ثلاث سنين و نص
جلست نانا على الكرسي بجانبها
و بدأت تتفحصها دون خجل قائلة طيب
على كده بتقبضي كويس
ليليان و هي تتظاهر بالحزن لا و الله دي
شوية ملاليم البيه بيرميهالي آخر كل شهر
مش مكفياني حق الدواء بتاع والدتي
أنا لو اقدر الاقي شغل ثاني مكنتش
قعدت هنا دقيقة
نانا بتأسف مزيف قلبي معاكي يا حبيبتي
بس بصراحة واحدة زيك خسارة تشتغل
خدامة و بشوية ملاليم زي ما قلتي
إنت مش شايفة نفسك في المراية و
إلا إيه عارفة انا مستعدة اساعدك و حوفرلك
شغلانة معايا حتاكلي من وراها الشهد
ليليان بحماس بجد داه انا حكون ممنونالك
عمري كله بس إزاي داه البيه اللي انا
بشتغل عنده زي ما يكون مستعبدني
تصوري مش بيسمحلي أخرج من هنا غير
مرة كل شهرين اروح أزور أمي في المستشفى
و أرجع هنا على طول
همست ليليان بصوت منخفض و هي
توجه بصرها نحو الباب مخافة ان
يأتي أيهم و يفسد عليها خطتها و هي تكمل
داه حتى مانع عليا التلفون انا بقالي اكثر
من شهر و نص مسمعتش صوتها و لا
إطمنت عليها
مسحت دموعها المزيفة ثم إستأنفت
حديثها من جديد و هي تتوعد بداخلها
لايهم هو حضرتك ممكن تساعديني
لو يعني عندك موبايل ممكن اكلمها
دقيقة بس أسمع صوتها و ارجعهولك
على طول انا فاضلي بس اسبوع و
شوية عبال ما اخرج و ازورها بس
المرة دي لو حضرتك ساعدتيني انا مش
حرجع هنا ابدا
أومأت لها الأخرى و هي تخفي
فرحها بداخلها متخيلة كم ستجني
من مال لو انها نجحت في إقناع ليليان بالعمل
معها مدت يدها نحو صدرها لتخرج هاتفا
صغيرا و تعطيه لليليان التي
إلتقطته بفرح و هي تهتف لها بعبارات الشكر
و الثناء و أخيرا حقدر اخرج من هنا شكرا يا هو
إنت إسمك إيه
اجابتها أنا إسمي نانا و إنت
تجاهلتها ليليان و هي تقف من مكانها متجهة نحو
غرفتها قبل أن تلتفت وراءها قائلة
بتحذير إوعي تجيبي سيرة لحد إنك
إديتيني موبايل او حتى تكلمتي معايا
عشان لو البيه عرف حيقتلك و ېقتلني
اصل هو مش بيحب حد يعصي أوامره
حروح أكلم ماما دقيقة و ارجعلك
اومات لها نانا پخوف وهي تتذكر معاملة
أيهم القاسېة و المتعجرفة لها منذ أول لحظة
ركبت فيها سيارته
دلفت ليليان غرفتها البسيطة ذات الاثاث
المتهالك التي أجبرها أيهم على المكوث بها
طيلة
متابعة القراءة