في احد شوارع القاهرة المزدحمة اتكأت كاميليا على جدار احد المحلات رواية الشيطان شاهين بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
بس ممكن تتصلح
شاهين باستهزاء أخطاء و تتصلح من
امتى و انا بستعمل الكلمتين دول في قاموسي
عمر للأسف عارفك كويس بس
شاهين يعني من الاخر سيادتك عاوزني اسلم مشروع بالضخامة و الأهمية دي لشوية مهندسين مبتدئين
عمر انا مقولتش كده بس الأستاذ حسن يعتبر من أفضل المهندسين في مصر و كمان هو بقاله شغال سنين طويلة في الشركة يعني
من مرة و قلتله انه لو لقى اي صعوبة فهو ممكن يستعين بمهندسين من برا الشركة يكون عندهم خبرة اكثر و انت عارف كويس ان الكل بيتمنى انه يشتغل معانا هوالموظف الوحيد عندي اللي بيغلط و بديله فرص ثانية و كل داه علشان خاطرك انت متنساش داه
عمر بضيق أيوا كل حاجة جاهزة ادوارد بتاع كلمني بنفسه و قال انه عنده بنات جداد حيعجبوك اكيد
شاهين باستهزاء انت رجعت لادوارد داه ثاني البنات اللي عنده كلهم مفيش واحدة فيهم دخلت مزاجي
و بعدين فين صافي بتاعتك
شاهين صوفيا تعبانة و لازمها فترة علشان
ترتاح و بعدين انا زهقت منها و عاوز اجدد
عمر بتقزز انت إيه يا أخي مش بتمل ابدا من القرف داه امتى حتفوق لنفسك و تنسى الماضي و تخرج من المستنقع اللي انت فيه
شاهين بصرامة عمر يا ريت تقفل الموضوع داه و متتكلمش فيه ثاني انت تعمل اللي قلتلك عليه من غير مناقشة البنت تكون عندي الليلة يلا تفضل على شغلك دلوقتي
حرك رأسه طاردا تلك الذكريات اللعېنة التي لازالت تطارده منذ اكثر من ثلاثة سنوات
تركها ثم تحرك متجها الي الحمام ليقف تحت المياه الباردة بملابسه عدة دقائق قبل أن يخلعها و يكمل استحمامه بهدوء و يخرج ليجد الشقة خالية
لفت انتباهه ربطة شعر باللون الأخضر مرمية على السجادة ليتذكر انها لتلك الفتاة ابتسم باستهزاء قبل أن يهمس زي اللي قبلها مستحملتش خمس دقائق
الفصل الثالث
جميلة انت يا ولية فين القميص الأزرق اللي انا جايبه امبارح
هتف زكريا بحنق و هو يبحث عن قميصه الذي اشتراه امس عندما كان مارا بإحدى المحلات الموجودة قريبا من الحارة
اهو يا حج زكريا على فكرة القميص حلو اوي ذوقك يجنن خالص
زكريا بضيق و هو يخطف القميص من يديها
حج ايه يا بومة انت أنا لسه في عز شبابي الظاهر انك انت اللي عجزتي و خرفتي يلا اطلعي برا و روحي شوفي وراكي ايه قال حج قال
جميلة و هي تتجه الي الباب جرا ايه يا راجل هو انا قلت إيه لكل داه مالك مش طايقلي كلمة من امبارح
زكريا مقاطعا بقلك إيه روحي شوفي اللي وراكي و بلاش رغي عالصبح بدل ما نسوان تجيب الغم
خرجت جميلة و تركته يرتدي ملابسه اتجهت الى غرفة ابنتيها لتوقضهما و تعدهما للذهاب إلى مدارسهم
زكريا و هو يقفل بقية ازراز القميص بصعوبة و خاصة ببطنه الكبير
القميص داه يستاهل كل الفلوس اللي دفعتها فيه داه رجعني عشر سنين لورا اه لو ترضى عليا بس بنت سعيد على العموم هانت كلها كام يوم و اكلم ابوها عشان اخطبها رسمي ماهو مش معقول اللي يشوفها يبقى عاوز يتجوزها نثر بعض العطر على ثيابه قبل أن يكمل
اتجوزها بقى و اصطبح على الوش الحلو و العنين الزرقاء مش زي جوز الغفر اللي عندي
انتهى من ارتداء ملابسه ثم خرج ليجد زوجته و ابنتيه يجلسون على الطاولة و يتناولون طعام الفطور
البنات بصوت واحد صباح الخير يا بابا
زكريا صباح الخير ايه انتوا لسه مرحتوش مدارسكم لحد دلوقتي
جميلة بنبرة سخرية
لسه بدري يا معلم اصلك انت اللي صحيت بدري النهاردة الظاهر عندك مشوار مهم مخليك حتى ناسي الوقت اد ايه
زكريا بعدم اهتمام عندي شغل بدري في القهوة المهم محتاجين حاجة قبل ما انزل
جميلة انت حتنزل كده من غير فطار
زكرياء حبقى افطر في القهوة يلا سلام
تابعت جميلة طيفه الذي اختفى وراء الباب بشرود شرائه و ارتدائه لقميص جديد مختلف عن قمصانه القديمة و خروجه باكرا دون إفطار و هذا مالم يفعله من قبل جعلها تشك في حدوث امر جديد لمعت عيناها فجأة عندما تذكرت ندائه لها البارحة باسم مألوف
فجأة ضړبت صدرها بحركة شعبية يالهوي كاميليا بنت سعيد البنت اللي حكالي عليها الواد سلامة
سلمى البنت الكبرى باستغراب مالك
متابعة القراءة